يمضي “مركز دبي للأمن الإلكتروني” بخطوات واثقة ووفق رؤية مستقبلية بعيدة المدى، في تعزيز حضور المرأة الإماراتية ومشاركتها الفاعلة في مسيرة التحوّل الرقمي التي تشهدها إمارة دبي على كافة الأصعدة، في سعيها لترسيخ مكانتها كمركز عالمي ومحطة إقليمية رائدة في هذا المجال.
وأثبتت المرأة الإماراتية جدارة عالية في جميع الأدوار التي تولتها والمهام والمسؤوليات التي أوكلت إليها في مركز دبي للأمن الإلكتروني منذ تأسيسه، وباتت تلعب دوراً رئيسياً في تمكين المركز من الإسهام في تعزيز الاقتصاد المحلي والمساهمة في التنمية المستدامة لإمارة دبي ولدولة الإمارات على حد سواء.
شريك حقيقي
ولم يدّخر المركز جهداً في سبيل الارتقاء بخبرات ومهارات وكفاءة الكوادر الوطنية، وحرص على إطلاق العديد من المبادرات الخارصة بالمرأة، وتشجيعها على الإنخراط في هذا القطاع الحيوي، لتكون شريكاً حقيقياً ومؤثراً في تحقيق مستهدفات استراتيجية دبي للأمن الإلكتروني، ودعم جهود إمارة دبي في مواصلة النجاحات استناداً إلى “استراتيجية دبي للأمن الإلكتروني” وصولاً إلى بناء مجتمع آمن سيبرانياً، ومدينة حاضنة للابتكار، تمتاز بالمرونة والتعاون والشراكات السيبرانية.
ووضع المركز منهجية عمل متكاملة بهدف تطوير الكفاءات الوطنية في مختلف المجالات ذات الصلة بعملية التحول الرقمي، وفي مقدمتها الأمن السيبراني، وهو ما أثمر عن انخراط المرأة الإماراتية في عمليات حماية الحدود الافتراضية للبنى الرقمية، ولوضع خطط عمل ومنهجيات فاعلة بالتنسيق مع المؤسسات والجهات المعنية بالأمن السيبراني داخل الدولة وخارجها، بما يتوافق مع رؤية وتوجيهات القيادة الرشيدة في الإمارة لتعزيز حضور ومكانة دبي الأكثر أماناً في الفضاء الرقمي.
ولتسريع الوصول إلى هذه المستهدفات قام المركز بإعداد وتأهيل جيل من الكفاءات الوطنية، واستطاعت المرأة الإماراتية تحقيق حضور بارز في هذا المجال النوعي، وأثبت جدارة عالية انعكست من خلال الإسهام في العديد من المشاريع والمبادرات الرائدة ومن خلال تبوؤها مناصب قيادية في هذا القطاع.
وتضمّنت عملية تطوير الكفاءات الإماراتية التركيز على دور المرأة في هذا المجال الحيوي والمحوري في التنمية المستدامة، حيث تشغل العديد من النساء في مركز دبي للأمن الإلكتروني مناصب مهمة تتيح لهن المساهمة الفاعلة في عملية التحول الرقمي، وتبلغ نسبة النساء 25% من بين إجمالي حجم فريق العمل في المركز، وهذا تأكيد على دورهن المحوري في هذا المجال وعلى التزام المركز بتمكين المرأة ترجمة لمستهدفات استراتيجية التوازن بين الجنسين في دولة الإمارات.
مهام محورية
وفي هذا السياق، قالت الدكتورة بشرى البلوشي، مديرة إدارة الحوكمة وإدارة المخاطر في مركز دبي للأمن الإلكتروني: “الأمن الإلكتروني هو أحد القطاعات الرائدة على مستوى العالم، وهو يحظى باهتمام كبير نظراً لدوره المحوري في تحقيق التحول الرقمي الذي بات شرياناً حيوياً للتنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة. ونحن في مركز دبي للأمن الإلكتروني نفخر بوجود كفاءات إماراتية نسائية في مجال الأمن السيبراني على مستوى المركز أو على مستوى إمارة دبي ويقمن بمهام محورية في تعزيز معايير الأمن والسلامة الرقمية. هذا الحضور النسائي هو ثمر طبيعة لعوامل عدة في مقدمتها الدعم والتمكين اللامحدود من القيادة الرشيدة في دبي للمرأة والحرص على إشراكها في كافة القطاعات الحيوية في الدولة، وكذلك الدعم من قبل الأسرة والمجتمع الذي يرى في العمل قيمة، وفي الإسهام في نجاح تجربة دبي واجباً وطنياً، والعامل الأهم في هذا الموضوع هو رغبة المرأة الإماراتية وتصميمها على النجاح، وقدرتها المتميزة على تقديم الإضافة النوعية في كافة مجالات العمل بما فيها الأمن السيبراني. باختصار أثبتت المرأة الإماراتية جدارة عالية، وأكدت أنها تستحق هذا الاهتمام والدعم، وأنها ستكون دوما حاضرة لترك بصمة نجاح وتحقيق الإضافة المرجوة والمتوقعة منها.”
وقالت إيمان العوضي، نائب رئيس، الشبكات والأمن السيبراني، مدينة إكسبو دبي: “الأمن السيبراني مجال يتيح العديد من الفرص للمرأة الإماراتية وقدراتها فهو متعدد الأوجه لا يقتصر على المعرفة التقنية وامتلاك الأدوات الحديثة بل يمتد ليشمل التفكير الاستراتيجي والتحليل النقدي والمهارات الشخصية والاجتماعية، فنطاق عملنا يشمل وضع السياسات والمعايير والتخطيط الاستراتيجي واختبار الخطط وأنظمة الأمن والحماية والدعم المتواصل على مدار الساعة فضلاً عن التعامل مع محاولات الاختراق وغيرها من التهديدات التي تواجه المنظومة الأمنية السيبرانية، بالإضافة إلى التوعية ورفع مستوى كفاءة الأفراد في التعامل مع التهديدات المحتملة، ومع الاهتمام الذي توليه القيادة الرشيدة لتمكين المرأة الإماراتية ودعمها فإن آفاق التطور والنمو المتاحة للمرأة في قطاع الأمن السيبراني كبيرة جدا“.
مساهمة فاعلة
وحول تجربة تطوير مدينة ذكية متكاملة في مدينة إكسبو دبي قالت إيمان العوضي: ” نعمل في مدينة إكسبو دبي على الدمج بين الأمن المادي والأمن والسيبراني في منظومة متكاملة تحمي المؤسسات والأفراد، وما يميز تجربتنا هو انطلاقتها في إكسبو 2020 دبي الذي كان حدثا غير مسبوق في ضخامته وتنوع الجهات المشاركة فيه وشكّل نقطة انطلاق لوضع سياسات واستراتيجيات جديدة على مستوى المنطقة نتابع تطويرها ضمن مسيرتنا في بناء مدينة مستقبلية مستدامة محورها الإنسان قائمة على الابتكار والعمل المشترك“.
شاركت عذية السويدي، رئيس قسم البنية التحتية الرقمية والأمن السيبراني في محاكم دبي: “إلى جانب مشاركتي في مواءمة جهودنا في الأمن السيبراني مع الأهداف الأوسع لحماية مؤسسات حكومة دبي، عملت أيضًا على تعزيز ثقافة الأمان في محاكم دبي، وذلك خلال تحديد معايير التميز في الأمن السيبراني، نساهم بشكل فعّال في تحقيق رؤية دبي لبناء بنية تحتية رقمية آمنة ومرنة، مما يبرز قدرتنا على تقديم إسهامات قيمة في هذا المجال.”
قدرات المرأة
قالت الدكتورة هبة أحمد، أخصائي دراسات المستقبل في مركز دبي للأمن الالكتروني: “إلى جانب مشاركتي في تطوير وصياغة معايير الأمن الإلكتروني الخاصة بتأمين إنترنت الأشياء، الأجهزة الطبية، والمركبات ذاتية القيادة، فقد قمت بالعمل أيضاً على عدة مشاريع بحثية تعني بتطوير حلول أمنية إلكترونية تمكننا من مواكبة التغيرات المتسارعة في التكنولوجيا الحديثة. عملي في مجال الأمن الإلكتروني أتاح لي فرصة العمل على الجانب التنظيمي بالإضافة إلى الجانب الهندسي والتقني في المجال، مما يثبت قدرة المرأة على المشاركة الفعالة في كافة مجالات العمل.
وأضافت عفراء بن فارس، باحث في مركز دبي للأمن الإلكتروني، يعد الأمن الإلكتروني ممكّن أساسي للتطور و الابتكار في عملية التحول الرقمي حيث ساهمنا في مركز دبي الإلكتروني مع شركائنا الاستراتيجيين في إحداث نقلة نوعية في مدينة دبي من خلال منصة الشهادات الرقمية والهوية الرقمية والذي يدار بقدرات و كفاءات اماراتية شابة ، حيث تهدف هذه المنصة إلى تعزيز الثقة في الفضاء الإلكتروني و الارتقاء بجودة الخدمات في الحكومة.”
إنجازات بارزة
وأشادت عائشة المرزوقي، أخصائي تراخيص وتصاريح الأمن السيبراني: “لقد ساعدتني الفرص الذي حصلت عليها من القيادة في مجال الأمن السيبراني على دعم المركز في تحقيق إنجازات بارزة لإمارة دبي والمساهمة في تطوير معايير حماية البيانات والأمن الإلكتروني. أنا فخورة بأن أكون جزءاً من هذا القطاع الذي يعمل على أمن وحماية بنيتنا الحيوية، وأتطلع لمواصلة العمل للمساهمة في تعزيز مكانة دبي كواحدة من أكثر المدن أماناً في العالم في الفضاء الرقمي. إن دعم قيادتنا الرشيدة بدعم المرأة يزيد من طموحي ويحفزني على مواصلة السعي نحو التفوق والإبداع في هذا المجال.”
من جهتها أكدت موزة الفلاسي، تنفيذي أول توعية ومهارات سيبرانية في مركز دبي للأمن الالكتروني أن المرأة الإمارتية تلعب دوراً فعالاً في قيادة العديد من المبادرات والمهام في مختلف المجالات بما فيها مجال الأمن الإلكتروني، وباتت عنصراً مهماً وركيزة أساسية لا يمكن الاستغناء عنها في عجلة التنمية. وأن هذا لم يتحقق إلا بالدعم الذي قدمته القيادة الرشيدة وإيمانها بقدرات المرأة الإماراتية وكفاءتها والذي أهلها لتتبوأ العديد من المناصب القيادية وأسهم في تحقيقها للعديد من الإنجازات، حيث أصبحت مثالاً ونموذجاً يحتذى به على الصعيدين الإقليمي والدولي.
بدورها قالت عائشة الهاشمي، مدقق أول نظام أمن المعلومات في مركز دبي للأمن الإلكتروني: “إن دعم دبي وسعيها لإدراج وتمكين المرأة الإماراتية في مجال التدقيق غير مسبوق. حيث، يتكون فريق التدقيق من أغلبية نسائية منذ تأسيسه وحتى الآن، وهو ما يعكس التزام دبي اتجاه المشاركة النشطة للمرأة في هذا المجال ومجالات أخرى ومساهمتها الإيجابية في تحقيق رؤية دبي لتكون من أأمن المدن في مجال الأمن السيبراني.
واليوم يمضي مركز دبي للأمن الإلكتروني قدماً وبخطة واثقة نحو تسخير كافة الجهود وتوفير كافة مقومات النجاح لإتاحة المزيد من الفرص أمام المرأة الإماراتية وتعزيز مهارات الكفاءات الوطنية وتشجيعها على الانخراط في مجال الأمن السيبراني، والمساهمة الفاعلة في كتابة قصة نجاح دبي وتعزيز حضورها نموذجاً يحتذى به في هذا المجال.